فى
صورتة المثالية، سيكون الفندق البيئى مشروعاً صغيراً يندمج تماماً
مع ما حوله ويقدم لزائريه تجربة بيئية مستمدة من الطبيعة حولهم
(Salama & ElLeithy, 1997).
ويتم بناء الفندق البيئى بمواد طبيعية منتجة محلياً أومعاد إستخدامها
وذلك فى تصميم يراعى البيئة ويتسق تماماً مع طبيعة المكان وخلفيته
الثقافية معتمداً فى مصادر طاقته على الطاقة الشمسية أو الطاقات
البديلة والمتجددة، مع إعادة إستخدام الفضلات ومياه الصرف الصحى
بعد معالجتها. الفندق البيئى أيضاً يقدم الوجبات المحلية، وعادة
ما يتبرع بجزءاً من أرباحه لمجهودات الحفاظ وحماية البيئة. ملكية
وإدارة الفندق تكون محلية وتقوم بدور هام فى تزويد زائرى الفندق
بشكل من أشكال التعليم البيئى بغرض توسيع فهمهم لكوكب الأرض
وحماية الطبيعة والتراث الثقافى العالمى ولمنفعة السكان المحليين
هذا
ويمكن فهم الفندق البيئى بناءاً على ستة خصائص أساسية: الموقع
وحماية الموارد، عوامل الجذب الطبيعية والثقافية، المنشآت، الطاقة
الإستيعابية، الأنشطة، والجو العام. وفيما يلى شرح مختصر لكل
خاصية منها(Hawkins
et al, 1995)
الموقع
وحماية الموارد
حماية
الطبيعة المحيطة بالفندق البيئى تعتبر العامل الأساسى لنجاح
المشروع. هذه الحماية التى تقع مسئوليتها الأولى على عاتق الدولة
ستحدد مدى الأمان للإستثمارات طويلة الأجل وستكون أساساً لتقدير
السائحين للمكان وتكوين صورته. وهناك عدة بدائل للحماية كإنشاء
المحميات الطبيعية. وفى داخل هذه البيئة الطبيعية، يجب التركيز
على خلق جو عام للفندق البيئى يؤدى إلى الإحساس بالإنفصال والإبتعاد
عن تأثير الحضارة المعاصرة
عوامل
الجذب الطبيعية والثقافية
إن مفتاح نجاح الفندق البيئى هو ما يحيطه من طبيعة
متميزة. وتعد عوامل الجذب الثقافية عنصراً هاماً أيضاً. ويمكن
إدماج مصادر الثقافة المحلية مع عمل الفندق البيئى بواسطة طرق
عديدة منها إستخدام العمالة المحلية وبرامج الأنشطة التأهيلية
ومن خلال المشاركة فى تصميم وفرش الفندق نفسه مما يكسبه طابعاً
محلياً متميزاً
المنشآت
يتميز الفندق البيئى بعناصر تصميميه تؤدى فى المقام
الأول إلى الإندماج فى الطبيعة المحيطة. فالتصميم المستدام للموقع
يجب أن يقوم على إستراتيجية بيئية شاملة لعمل مشروعات لا ينتج
عنها تحول أوتدمير للنطام البيئى الخاص بالموقع من نباتات وحيوانات
وطبيعة التربة والمياه الموجودة بها، بل على العكس من ذلك يجب
أن يؤدى إلى الإرتقاء بالبيئة إذا أمكن ذلك. ومن الناحية الجمالية،
يجب أن يندمج الفندق البيئى تماماً مع ما حوله من عناصر طبيعية
محتوياً خصائص المكان الثقافية كلما كان ذلك ممكناً
الطاقة
الإستيعابية
من واقع ما تم إنشائه من مشروعات للفندق البيئى
على مستوى العالم فإن طاقتها الإستيعابية المثالية تتراوح بين
25 و100 نزيل وتؤول فى النهاية عملية تحديد تلك الطاقة إلى ثلاثة
عوامل أساسية
الطبيعة
المحيطة بكل موقع
نوعية
الجو العام الذى يرغب المستثمر فى خلقه للمشروع ولزائريه
الأنشطة
تقوم الأنشطة عادة على تجارب أساسها التفاعل المباشر
مع طبيعية وثقافية المكان بغرض زيادة تقدير الزائرين لقيمة
تلك الثروات ودعم عملية الحفاظ عليها. ومن أمثلة تلك الأنشطة:
رياضة المشي، فصول التأهيل و عرض الطبيعة ، مراقبة الطيور
، رحلات نهرية ، رحلات صحراوية ، رحلات بالدراجات فى الجبال
، ركوب الخيول والجمال. أما الأنشطة ذات الطابع الخدمى مثل
حمامات السباحة وملاعب التنس فيندر تواجدها. الفكرة هى أن
التعامل مع الطبيعة وما ينتج عن ذلك من تحديات عقلية ومادية
تسفر عن تجربة لا تنسى
الجو
العام
تتميز مشروعات الفندق البيئى بطابعها الودى والإسترخائى
وبالمرونة، بالإضافة لطابعها التعليمى. فإن تصميمها المعمارى
وما تتيحه من أنشطة تشجع التفاعل مع البيئة الطبيعية مما يعطى
الزائر شعوراً بتواجده فى مكان مميز يمنحه "الإحساس بالمكان"
و "الشعور بالانتماء". وللأسف فإنه لا توجد وصفه نمطية للنجاح،
فكل فندق بيئى يجب أن يكون له طابعاً خاصاً من واقع خلفية
الموقع الخاص به. ذلك الطابع هو ما يميزه فى نهاية الأمر عن
أى فندق تقليدى أو أى منشأه سياحية
أخرى
وبالرغم
من أن كل من مشروعات السياحة التقليدية و السياحة البيئية
كالفندق البيئى تسعى لتعظيم الربحية، فإنها تختلف فى عدة إعتبارات
أهمها إعتماد الأولى على الأنشطة وعوامل الجذب المصطنعة بينما
تعتمد الثانية على البيئة المحيطة بها. والجدول رقم (1) يلخص
أوجه التشابه والتباين بين المنشآت السياحية التقليدية والفندق
البيئى
جدول-1-
مقارنة
الفندق البيئى والمنشأة السياحية التقليدية
|
الفندق البيئى
|
المنشأة
السياحية التقليدية
|
مجال
المقارنة
|
|
الفخامة
المعتمدة على الطابع
المحلى
|
الفخامة
|
السائح
يحتاج ويطلب
|
|
محلى
الطابع
|
عالمى
الطابع
|
طابع
التصميم
|
| مرتكزة
على الأنشطة بالذات التعليمية منها
أنشطة
قائمة على الطبيعة والترويح مخيمات سفارى مشاهدة الحياة
البحرية ... إلخ
|
مرتكزة
على الإسترخاء
أنشطة ذات طابع خدمى ملاعب جولف - تنس - حمامات سباحة
مراكز غوص - صالات رياضية...الخ
|
الأنشطة
والتجارب الإنسانية المقدمة
|
|
غالباً
ما تكون فردية
|
مجموعات
وتكتلات شركات
|
ملكية
المنشأة
|
|
مندمجة
تماماً مع البيئة المحلية
|
منعزلة
ومنغلقة على نفسها داخل حدود واضحة
|
إستراتيجية
التخطيط
|
|
إستثمارات
منخفضة أو متوسطة
تعظيم
الربحية قائم على موقع متميز وتصميم إستراتيجى وإنخفاض
الطاقة الإستيعابية والخدمات والأسعار
|
إستثمارات
عالية
تعظيم
الربحية قائم على زيادة الطاقة الإستيعابية والخدمات
والأسعار
|
إستراتيجية
الإستثمارات
|
|
ما
يحيط بالمكان ثم المنشأت والخدمات
|
المنشأت
والخدمات ثم ما يحيط بالمكان
|
عوامل
الجذب
|
|
وجبات
شهية وخدمة أساسها المنتجات والطابع المحلى
|
وجبات
شهية وخدمة مميزة وطريقة عرض جذابة
|
الوجبات
|
|
غالباً
تسويق فردى
|
تسويق
من خلال شبكات ومجموعات
|
إستراتيجية
التسويق
|
يتطلب
تصميم الفندق البيئى إتباع مدخل مختلف للتصميم المعمارى يسمى
التصميم البيئى
(Eco-design).
ويعتمد هذا المدخل التصميمى على أربعة مبادئ أساسية هى
يجب
أن تنبع الحلول التصميمية من البيئة الطبيعية المحيطة بالمكان
وتفاعلها مع معطيات المكان وخصائصه الثقافية.
يجب
أن يرتكز التصميم على معايير ومحددات بيئية.
يجب
أن تشارك المجتمعات المحلية فى عملية التصميم والتنفيذ للاستفادة
من خبراتها المتراكمة عبر سنوات عديدة فى هذه المجالات.
يجب
أن يندمج التصميم تماماً مع الطبيعة، والأشكال المعمارية يجب
أن تكمل التنسيق الطبيعى للموقع.
